زراعة القلب

زِراعةُ القلب أو زرع القلب heart transplant هو عمليَّة يُستبدلُ فيها القلب المُتضرِّر أو المصاب بالفشل بقلبٍ سليمٍ من مُتبرِّعٍ توفَّى حديثاً، وقد يُنصَح بزراعة القلب عندما تُواجه حياة الشخص الخطرَ، لأنَّ قلبه لم يعُد يعمل بشكلٍ فعَّالٍ.

لماذا نجرى زراعة القلب؟
تُجرى زِراعةُ القلب إذا كان الإنسان يُعاني من فشلٍ شديدٍ في القلب ولا تُفيده الأدوية، وتنطوي الحالاتُ التي قد تحتاج إلى زِراعة القلب في نِهاية المطاف على التالي:
• مرض القلب التاجيّ coronary heart disease، حيث تتراكم موادّ دهنيَّة في الشرايين التي تُزوِّدُ القلب بالدَّم، ممَّا يسدّ أو يعيق جريانَ الدَّم إلى القلب.
• اعتِلال عضلة القلب cardiomyopathy، حيث تتمدَّد جدران القلب أو تتثخَّن أو تتيبَّس.
• مرض القلب الخلقيّ congenital heart disease، أي العُيوب الخلقيَّة التي تُؤثِّرُ في الوظائِف الطبيعيَّة للقلب.
قد يخضع المريضُ إلى فحصٍ مُعمَّق وشاملٍ إذا رأى الطبيب أنَّه قد ينتفِع من زِراعة القلب، وذلك لتفحُّص حالته الصحِّية ومدى ملاءمته لوضعه على قوائم الزرع.

ماذا يحدث أثناء الجراحة؟
تحتاجُ زِراعةُ القلب إلى إجرائها في أسرَع وقتٍ مُمكِن بعدَ أن يتوفَّر قلب المُتبرِّع، كما تحتاج الجراحةُ إلى التخدير العام، وتُستخدم فيها ماكينة المجازة القلبية الرئويَّة heart-lung bypass machine للحِفاظ على دوران الدَّم الغنيّ بالأكسجين.
يُحدِث الجراحُ شقَّاً في مُنتصَف صدر المريض، ثُم يُخرِج القلب المُصاب، ويُوصِل قلب المُتبرِّع بالشرايين والأورِدة الرئيسيَّة، ليبدأ القلب الجديد بالنبض بشكلٍ طبيعي.

التعافي من المرض
يحتاج المريضُ إلى البقاء في المُستشفى لفترةٍ تتراوَح بين 2 إلى 3 أسابيع من بعد زِراعة القلب عادةً، ويستطيع مُعظمُ المرضى العودةَ إلى مُمارسة نشاطاتهم الطبيعيَّة خلال أشهُر قليلة، ولكن عليهم الخُضوع إلى فُحوصات مُنتظَمة للتأكَّد من سلامة القلب.
كما سيحتاج المريضُ أيضاً إلى تناوُل أدوية تُسمَّى مُثبِّطات المناعة immunosuppressants لبقيَّة حياته؛ فمن دون هذه الأدوية، قد يتعامل البدن مع القلب الجيد كجسمٍ غريب ويُهاجِمه (رفض العضو المزروع rejection).

أخطار زراعة القلب
تُعدُّ زراعةُ القلب من العمليات المُعقَّدة والخطِرة، وتنطوي المُضاعفاتُ المُحتَملة على ما يلي:
• يتعامل جهازُ المناعة مع القلب المزروع على أنَّه جسم غريب، ويبدأ بمهاجمته.
• يفشل قلب المُتبرَّع به في العمل بشكلٍ مُناسِبٍ (فشل الطعم graft failure).
• تضيُّق الشرايين المُتَّجِهة نحو القلب (اعتِلال في أوعية الطعم الخيفيّ القلبيّ cardiac allograft vasculopathy).
• تأثيرات جانبيَّة للأدوية المُثبِّطة للمناعة، مثل زيادة التعرُّض إلى العدوى وزيادة الوزن ومشاكل الكُلى.
يُمكن عِلاجُ العديد من هذه المشاكِل، ولكن قد يحتاج الأمرُ إلى زراعة أخرى للقلب في بعض الأحيان إذا كانت الحالةُ الصحيَّة للمريض تسمح بهذا.

النتيجة
يستطيع مُعظمُ المرضى العودةَ إلى حياتهم الطبيعيَّة بعدَ زراعة القلب، وتتحسَّن الأعراض لديهم بشكلٍ ملحُوظ لسنواتٍ عديدة، ولكن تُعدُّ زراعة القلب من العمليات الكبرى، ويُمكن أن تهدِّد حياةَ الإنسان، وبشكلٍ عام:
• يعيشُ من 80 إلى 90 شخصاً من كل 100 شخص لعامٍ واحِدٍ على الأقلّ.
• يعيشُ من 70 إلى 75 شخصاً من كلّ 100 شخصٍ لخمس سنوات على الأقلّ.
• يعيش 50 شخصاً من كل 100 شخصٍ لعشر سنوات على الأقلّ.
يجب التنويهُ إلى أنَّ بعضَ المرضى عاشوا لأكثر من 25 عاماً من بعد زِراعة القلب.



Emoticon