الإسلام
ديانة
إبراهيمية وسماوية،
وهو ثاني الديانات في العالم من حيث عدد المعتنقين بعد المسيحية. والمعنى العام لكلمة الإسلام هو الاستسلام لله، أي
تسليم كامل منالإنسان لله في
كل شؤون الحياة.
يؤمن المسلمون أن
الإسلام آخر الرسالات
السماوية وأنه
ناسخ لما قبله من الديانات؛ كما يؤمن المسلمون بأن محمدًا رسول مرسل من
عند الله،
وخاتم الأنبياء والمرسلين؛
وأن الله أرسله إلى الثقلين(الإنس والجن). ومن أسس
العقيدة الإسلامية الإيمان
بوجود إله واحد
لا شريك له هو
الله، وكذلك
الإيمان بجميع الأنبياء
والرسل الذين
أُرسلوا إلى البشرية قبل محمد، كالنبي إبراهيم ويوسف وموسى والمسيح
عيسى بن مريم وغيرهم
كثير ممن ذكروا في القرآن أو لم
يُذكروا، وأنهم جميعًا كما المسلمين، اتبعوا الحنيفية،
ملة النبي إبراهيم، والإيمان بكتبهم ورسائلهم التي بعثهم الله بها كي ينشروها للناس، كالـزبور والتوراةوالإنجيل..
كلمة الإسلام يُبحث
عنها في المعجم في "سلم"، وهي مصدر لفعل رباعي هو "أسلم". ويُعرَّف
الإسلام لُغويًا بأنه الاستسلام، والمقصود الاستسلام لأمر الله ونهيه بلا اعتراض،
وقيل هو الإذعان والانقياد وترك التمرّد والإباء والعناد.
أما معناه الاصطلاحي، فهو الدين الذي جاء به "محمد بن عبد الله"، والذي يؤمن المسلمون بأنه الشريعة التي
ختم الله بها الرسالات السماوية. وفي حديث عن أبي هريرة أن النبي محمد عرّف الإسلام: "بأن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي
الزكاة المفروضة وتصوم رمضان وتحج بيت الله".
الأفكار والعقائد
الإسلامية
بحسب القرآن، يؤمن المسلمون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. ويضيف إلى ذلك المسلمين السنّة القضاء والقدر، إعمالاً بآية قرآنية ﴿إِنَّا
كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾، وحديث مروي في كتب الحديث عن الرسول محمد عندما قال أن الإيمان هو: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله،
واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"، وتطلق الشيعة الإمامية على الركن الأخير تسمية العدل، وتضيف كذلك الإمامة كأصل من أصول الدين.
يؤمن المسلمون بأن الله هو الإله الواحد الذي
خلق الكون بكل ما فيه، وأوحى القرآن للنبي محمد عن طريق جبريل، ويؤمنون بأنه الرسالة الخاتمة للرسالات التي بعث بها الأنبياء
الذين سبقوه. والأنبياء هم بشر من بني آدم اختارهم الله ليكونوا رسله. ويعتقد المسلمون أن الأنبياء هم بشر وليسوا آلهة، وإن كان بعضهم
منحه الله القدرة على صنع المعجزات لإثبات نبوتهم. الأنبياء في المعتقد الإسلامي
يعتبروا الأقرب إلى الكمال من البشر، وهم من يتلقى الوحي الإلهي، إما مباشرة من الله، أو عن طريق الملائكة ويذكر القرآن أسماء العديد من الأنبياء، بما في
ذلك آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم. وبحسب القرآن فإن كافة الأنبياء كانوا مسلمين يدعون إلى الإسلام
ولكن بشرائع مختلفة. يُعرّف الإسلام فيالقرآن بأنه
"فطرة الله التي فطر الناس عليها فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ
اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ
الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ، كما يؤمن المسلمون بأن الحنيفية هي أساس دين إبراهيم ويرون أن الاختلاف بين الأديان الإبراهيمية في الشريعة فقط وليس في العقيدة وأن شريعة الإسلام ناسخة لما قبلها من الشرائع أي أن الدين الإسلامي يتكون من العقيدة
والشريعة. فأما العقيدة فهي مجموعة المبادئ التي على المسلم أن يؤمن بها وهي ثابتة لا تختلف باختلاف الأنبياء. أما
الشريعة فهي اسم للأحكام العملية التي تختلف باختلاف الرسل.
الله
يعد أساس الإسلام هو الإيمان بإله واحد هو الله و
أنه هو خالد، حي لا يموت، ولا يغفل، عدل لا يظلم، لا شريك له ولا ند، ولا والد ولا
ولد، رحمن رحيم، يغفر الذنوب ويقبل التوبة ولا يفرق بين البشر إلا بأعمالهم
الصالحة. وهو خالق الكون ومطلع على كل شيء فيه ومتحكم به. وفي المعتقد الإسلامي؛
الله ليس كمثله شيء، أي
أنه مغاير تمامًا لكل مخلوقاته وبعيد عن تخيلات البشر، لهذا فلا يوجد له صورة أو
مجسم، إنما يؤمن المسلمون بوجوده ويعبدونه دون أن يروه. كما أن الله في
الإسلام واحد أحد، لهذا يرفض المسلمون عقيدة
الثالوث المسيحي بوجود
الله في ثلاثة أقانيم، فضلاً عن رفض ألوهية المسيح الذي هو
بشر رسول في العقيدة الإسلامية،
ومن
أهم السور التي يستدل المسلمين بها على ذلك، سورة
الإخلاص(( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ
الصَّمَدُ لَمْ
يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ
يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ((
يقول بعض الباحثين أن كلمة "الله" العربية المستخدمة
إسلاميًا للدلالة على ذات الرب، إنما هي مكونة من قسمين: "الـ" و"إله"، بينما يقول أخرون أن جذورها آرامية ترجع
لكلمة "آلوها. ولله في
الإسلام عدة أسماء وردت في القرآن، وهناك تسعة وتسعين اسمًا اشتهرت عند المسلمين
السنة باسم "أسماء
الله الحسنى"، وهي أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد لله وردت
في القرآن أو على
لسان أحد من الرسل وفق المعتقد السني،
ومنها:
الملك، القدّوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، القابض، الباسط،
الوكيل، الأول، الرؤوف، ذو الجلال والإكرام، وغيرها.
والحقيقة أن هناك خلاف حول عدد الأسماء الحسنى بين علماء السنة، وخلاف حول الأسماء
الحسنى ذاتها. إلا أن البعض رجح أن عددها تسعة وتسعين وفقًا لحديث أورده البخاري
عن الرسول محمد أنه قال: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من
أحصاها دخل الجنة".
الملائكة
يعد
الإيمان بالملائكة أحد أساسيات الإسلام وفقًا للقرآن، فإن الملائكة لا تملك
الإرادة الحرة، إنما خلقوا لطاعة الله وتسبيحه وتنفيذ أوامره، فهم لا يأكلون ولا
يشربون ولا يتناسلون، بل عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. تشمل مهام الملائكة توصيل الوحي، حمل عرش الله،
تمجيد الله، تدوين أعمال الشخص من سيئات وحسنات وقبض روحه حين وفاته وغيرها. ويؤمن
المسلمون أن الله خلق الملائكة من نور كما خلق الجان من نار، وخلق آدم من طين، وأنها ذات أجنحة يطيرون بها ليبلغوا ما أمروا به سريعًا، وأجنحة الملائكة
"مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ" ومنهم من له أكثر من ذلك، ففي الحديث أن
النبي محمد رأى جبريل ليلة الإسراء وله ستمائة جناح. كذلك يؤمن المسلمون أن الكائنات جميعًا ترى
الملائكة إلا الإنسان، لقول النبي محمد: "إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا
وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا. ومن الملائكة المذكورة في القرآن بأسمائها(جبريل و ميكائيل)،
وذلك في سورة البقرة )) مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ
وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ
لِّلْكَافِرِينَ)) ، وهاروت وماروت في نفس السورة: ))وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا
الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ
الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى
الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ
حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ
مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ
بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا
يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي
الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ)) ، وملك الموت، الذي لم يذكر له اسم آخر في القرآن،
في سورة السجدة: ))قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ
الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (( ومن الملائكة الأخرى المذكورة بدون اسم في القرآن: إسرافيل، رضوان، الزبانية، حملة العرش، الحفظة، والكرام الكاتبون. ولا يرمز المسلمون إلى الملائكة بأسمائها فقط
احترامًا لها، بل يعظموها ويسلمون عليها، فيقولون على سبيل المثال " جبريل " أو "جبريل عليه السلام ".
الكتب المقدسة
يعتبر المسلمون أن القرآن كلام
الله الحرفي. وأن
آياته أنزلت، بلسان عربيّ مبين،
على محمد من الله
عن طريق المَلَك جبريل في
مناسبات عديدة منذ بعثته حوالي عام 610م حتى
وفاته في 8 يونيو سنة 632م. وقد تم
تدوين القرآن بواسطة بعض صحابة محمد في
حياته، إلا أنه لم يتم جمعه في كتاب واحد في ذلك الحين. وقد جُمع القرآن في كتاب
واحد لأول مرة في زمن أبي بكر
الصديق، الخليفة الأول، ثم تم نسخه في عدة نسخ
وتوزيعها علي مختلف الأمصار المسلمة في عهد عثمان بن
عفان، الخليفة الثالث. ويؤمن المسلمون بأن القرآن
لم يتغير وبأن الله قد تكفل بحفظه. ويجمع المسلمون بمختلف طوائفهم على نسخة واحدة
منه حتى الآن.
ينقسم القرآن إلى 114 سورة،
ويحتوي على 6236 آيةويوجد
بالقرآن آيات مكية وأخرى مدنية. فأما المكية فهي التي نزلت قبل الهجرة،
وكانت تركز أساسًا على بناء العقيدة والإيمان وكذلك المواضيع الأخلاقية والروحية.
أما الآيات المدنية اللاحقة فنزلت بعد الهجرة وتهتم بالتشريع والأحكام وبمناقشة
القضايا الاجتماعية والأخلاقية اللازمة لبناء المجتمع المسلم خصوصًا والبشري
عمومًا. والقرآن
أكثر انشغالاً بالتوجيه المعنوي من التعليمات القانونية، ويعتبر الكتاب المرجعي
"للمبادئ والقيم الإسلامية. ويعتبر
معظم المسلمين أن القرآن إلى جانب السنة
النبوية هما
المصدران الأساسيان للتشريع الإسلامي. كلمة القرآن مشتقة من "القراءة"،
وتعتبر قراءة القرآن أحد أهم العبادات في الإسلام، ويُقرأ القرآن باللغة العربية
ولا يجوز تلاوته
للتعبد بلغة أخرى. وعلى الرغم من وجود نسخ مترجمة من القرآن بمختلف
لغات العالم، إلا أنها لا تسمى "قرآنا" ولا تعدو مجرد كونها تفاسير
لمعاني القرآن باللغات الأخرى، حيث تستمد قدسية القرآن من حرفيته، وهو ما لا يتاح
في الترجمة بسبب الاختلافات اللغوية وأخطاء المترجمين.
وكما يؤمن المسلمون بالقرآن فإنهم كذلك يؤمنون بأن الكتب السابقة
على نزول القرآن نزلت من عند الله على بعض الأنبياء، كالتوراة التي
نزلت على موسى، والزبور المنزل
على داود،وصحف إبراهيم، والإنجيل المنزل
على المسيح عيسى
بن مريم، ويعتقدون أن القرآن ناسخ وملغي
لما فيها من شرائع، كما يعتقدون أن النسخ الحالية لهذه الكتب طرأ عليها التحريف،
والإيمان بهذه الكتب شرط في الإيمان عند المسلمين ومن جحد نزولها يعد
كافرًا. ومن الآيات التي يستدل بها المسلمون على ذلك، الأيات التي وردت في سورة
المائدة ))إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ
بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ
وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ
وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ
تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ
فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ وَكَتَبْنَا
عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ
بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ
فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ
اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ وَقَفَّيْنَا
عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ وَلْيَحْكُمْ
أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ
اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وَأَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ
تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ
شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً
وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله
مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ))
الرسل والأنبياء
يُعرّف الانبياء في الإسلام بأنهم أشخاص اصطفاهم
الله ليكونوا رسله للناس، وهم مجرد بشر لكن الله يعطيهم القدرة على عمل المعجزات
لإثبات نبوتهم، فمعجزة النبي سليمان على سبيل المثال كانت التحدث بلغة الطيور ورؤية الجان، ومعجزة المسيح كانت الولادة بدون أب و إبراء المرضى وإقامة الموتى وكلامه وهو ما
زال رضيعًا، أما معجزة محمد فهو القرآن بحد ذاته. ويعتقد المسلمون بأن كل الأنبياء
كانوا يدعون إلى دين الإسلام ولكن برسالات مختلفة، أي أنهم دعوا إلى ذات المبادئ
التي يدعوا إليها الإسلام ولكن وفق ما دعت إليه ظروف عصرهم وأحوال شعبهم، وكانت
آخر هذه الرسالات رسالة محمد بن عبد الله الذي يعتبرها المسلمون الرسالة الخاتمة
وأنه لا أنبياء بعده. ومحمد هو نبي الإسلام، ولا ينظر إليه المسلمون باعتباره مؤسسًا لدين
جديد، ولكن مرمم ومجدد للإسلام الأصلي، وعقيدة التوحيد التي أنزلها الله على
الأنبياء من قبل كآدم وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم. يُنظر إلى محمد في التقاليد الإسلامية، على أنه
آخر وأعظم الأنبياء.
على مدى السنوات الثلاث والعشرين الأخيرة من
حياته، أي ابتداء من سن الأربعين، تلقي محمد الوحي من الله عن طريق الملك جبريل،
وهو القرآن، وتم حفظه وتسجيله من قبل أتباعه وكما يؤمن المسلمون بمحمد فإنهم يؤمنون وآدم ونوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان بعيسى المسيح وغيرهم كأنبياء من عند الله. والرسل في الإسلام
يمثلون الكمال الإنساني في أرقى صوره وهم أطهر البشر قلوبًا وأزكاهم أخلاقًا وأقواهم
قريحة وعقلاً، ويعتقد المسلمون أن الله اصطفى آل إبراهيم وبعث من ذريته جميع الرسل
وصولاً إلى محمد ليدعوا الناس إلى عبادته ولا يشركوا به شيئا.
ورد في القرآن ذكر لخمسة وعشرين نبيًا،
بعضهم ذُكر في الإنجيل والتوراة بنفس الاسم إبراهيم و وإسحق ويعقوب ويوسف آدم، والبعض ذُكر تحت أسماء أخرى مثل النبي يحيى، الذي يُدعى
"يوحنا المعمدان"
في الكتاب المقدس، وبعضهم ذُكر في تلك الكتب ولم يُذكر في القرآن
وإنما ذُكر في الحديث النبوي، مثل النبي دانيال. ويُعظم المسلمون الأنبياء ويسلمون عليهم ولا
يدعوهم بأسمائهم المجردة احترامًا وتقديرًا لهم، فيقولون على سبيل المثال: "
محمد "صلى الله عليه وسلم، " عيسى المسيح "عليه السلام،
"أبانا آدم "عليه السلام، اعتقادًا أن آدم هو أبو البشر كما ورد أيضًا
في الكتاب المقدس . يرفض المسلمين السنة تصوير الأنبياء والرسل في
أي شكل، سواء في رسم أو تمثال أو تقمص أحد الناس لشخصيتهم في عمل تمثيلي، في حين
يبيح الشيعة رسم الأنبياء، وتوجد عدة رسوم فارسية لمحمد والأئمة والملائكة. وقد
وردت بعض الأحاديث التي تفيد بهيئة بعض الأنبياء.
يوم القيامة
يوم القيامة، أو يوم الدين، أو اليوم الآخر، أو غيرها من
الأسماء التي وردت في القرآن، هو يوم الحساب في العقيدة الإسلامية. وفيه نهاية
العالم والحياة الدنيا ويجمع الله جميع الناس لمحاسبتهم على أعمالهم ومن ثم يكون
مثواهم الجنة أو النار. حيث يدخل الجنة -وهي النعيم في العقيدة
الإسلامية- من كانت أعماله صالحة، ويعذب في جهنم -وهي الجحيم في الإسلام- من كانت أعماله سيئة في الحياة
الدنيا. ويتناول القرآن والأحاديث وصف أحداث يوم القيامة
وأهوالها، وعلامات اقترابها. كما يصف النعيم في الجنة والمتع التي يتمتع بها المرء
هناك، كذلك يصف عذاب جهنم ومعاناة المذنبين فيها. يذكر في القرآن أن الله وحده
يعلم موعد قيام الساعة، ولا يعلمها أحد من خلقه، وأن الساعة تأتي بغتة دون توقع من
أحد. ويؤمن المسلمون السنة أن هناك علامات ليوم القيامة تنقسم إلى جزئين: العلامات
الصغرى والعلامات الكبرى. ويذكر القرآن أهوال يوم القيامة، منها ما جاء في سورة التكوير ))إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ((
القضاء والقدر
يؤمن
المسلمون السنة أن كل شيء مقدر سلفًا من قبل خالق البشر وذلك لأن الله وحده يعلم
ما سيكون، وفقًا لما جاء في الكتاب والسنّة وما استدل به علماء الدين الإسلامي.
وعلى الرغم من أن الأحداث مقدرة سلفًا، إلا أن الإنسان يملك إرادة حرة في أن لديه
الاختيار بين الصواب والخطأ، وبالتالي فهو مسؤول عن تصرفاته لأنه لم يطلع على ما
قد قُدِّر، وكل تلك الأقدار قد تم كتابتها عند الله في اللوح المحفوظ قبل خلق الخلق أو خلق آدم. ولهذا فإن السُنة يحصرون دور الإرادة الحرة
الفردية في سياق علم الله، والمعرفة المسبقة لجميع الأشياء. في المقابل فإن فهم الشيعة للقضاء والقدر أو كما يسمى العدل يتمحور حول
مسؤولية الإنسان عن أفعاله، لكنه في نفس الوقت مسير في بعض الأمور التي تفرض عليه
مثل النوع ومكان الميلاد وغير ذلك.